عناصر النظام السابق يطرقون أبواب “التسوية” في دمشق

في ظل متابعة المشهد السياسى من قبل موقع بنوك واعمال  للتغيرات سياسية وأمنية عميقة، توافدت أعداد كبيرة من ضباط وجنود النظام السوري السابق إلى مركز تسوية جديد في حي المزة بدمشق. جاء ذلك في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، حيث افتتحت “إدارة العمليات العسكرية” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” مراكز تسوية تهدف إلى إعادة تنظيم أوضاع العناصر السابقين في الأجهزة الأمنية والجيش.

مراكز تسوية جديدة

خصصت الإدارة مركزين رئيسيين في دمشق، أحدهما في حي المزة والآخر في منطقة المزرعة، ضمن سلسلة مراكز تسوية موزعة في مدن سورية مختلفة. تسعى هذه المراكز إلى ضبط عملية تسليم الأسلحة وتنظيم أوضاع العسكريين والأمنيين السابقين، الذين يتوافدون بأعداد كبيرة. وفقاً للقائد الميداني عبد الستار يوسف، فإن الهدف الأساسي يتمثل في حصر جميع الأسلحة بيد الدولة وضمان السيطرة الحكومية الكاملة.

قصص شخصية: بحث عن استقرار جديد

مرام، ضابطة سابقة تبلغ من العمر 53 عاماً، جاءت لتسليم سلاحها واستعادة بطاقة الهوية المدنية. تقول مرام: “لا أملك هوية مدنية وأحتاجها للتنقل والبحث عن عمل لإعالة أسرتي. مستعدة لقبول أي وظيفة، سواء في القطاع العسكري أو المدني”.

وحيد، أحد العناصر السابقين في الفرقة الرابعة، التي كان يقودها ماهر الأسد، يطمح إلى طي صفحة الماضي. يقول: “كنا نتلقى الأوامر، واليوم أريد حياة خالية من الحرب والترهيب. جئت للاستجابة لدعوة التسوية والبدء بمرحلة جديدة”.

معايير صارمة وتحقيق شامل

تؤكد “إدارة العمليات العسكرية” أن التسوية لا تعني الإفلات من العقاب، حيث تُدرس جميع الطلبات بعناية، ويتم التحقيق في المعلومات المقدمة للتأكد من عدم تورط المتقدمين بجرائم ضد المدنيين. وأوضح القائد عبد الستار يوسف: “من تثبت عليه أي انتهاكات سيقدم للعدالة. لدينا تعليمات صارمة لحماية الأرواح ما لم يكن هناك تورط مثبت”.

خطوة نحو إعادة البناء

يمثل هذا التحرك نحو التسوية محاولة لتحقيق الاستقرار في المناطق الخاضعة للإدارة الجديدة، مع التأكيد على ضرورة عودة المؤسسات المدنية والعسكرية للعمل ضمن أطر قانونية. وتبقى التسوية بمثابة اختبار لتوجه البلاد نحو مرحلة جديدة، بعد سنوات من الصراع والانقسام.