البنك الإسلامي للتنمية يخطط لدعم إعادة الإعمار في غزة وسوريا ولبنان

أكد الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أن البنك يعمل على إطلاق مشاريع لإعادة الإعمار والتنمية في غزة وسوريا ولبنان، بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول التي عانت من تحديات كبيرة خلال السنوات الأخيرة. وأوضح أن البنك يضع حالياً خططاً استباقية لمواكبة احتياجات هذه الدول، مع التركيز على القطاعات الحيوية مثل الكهرباء، البنية التحتية، والزراعة.

وأشار الجاسر، خلال مقابلة مع العربية Business على هامش مؤتمر العلا للأسواق الناشئة، إلى أن البنك يعمل على المدى القصير للاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية، بينما يخطط على المديين المتوسط والطويل لمشاريع تنموية كبرى، مثل مشروع الربط الكهربائي بين السعودية وسوريا، الذي قد يسهم في تحسين استقرار الطاقة في المنطقة.

التعاون مع الحكومات والمؤسسات الدولية

وأوضح الجاسر أن البنك ينتظر تحديد أولويات الحكومات المعنية في سوريا ولبنان لضمان توافق المشروعات مع احتياجاتها، مشيراً إلى أهمية رفع الحظر المفروض على سوريا من قبل منظمة التعاون الإسلامي لتمكين تنفيذ المشاريع. كما أكد استمرار العمل مع لبنان، مع إمكانية تكثيف الجهود في المرحلة المقبلة وفقاً لأولويات الحكومة اللبنانية.

وأضاف أن البنك يحرص على تنسيق جهوده مع الصناديق العربية والبنك الدولي، لضمان تغطية أوسع للمشاريع في الدول الأعضاء، مشيراً إلى أن التمويلات المقدمة خلال العام الماضي تجاوزت 5 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم في عام 2025 استجابة للمتطلبات التنموية المتزايدة.

القطاعات المستهدفة واستراتيجية التمويل

وأوضح الجاسر أن البنك يركز على تمويل القطاعات الأساسية للتنمية، مثل الزراعة، الغذاء، الطاقة، الصحة، والتعليم، مؤكداً أن تنمية رأس المال البشري تمثل أولوية قصوى. كما أعلن أن البنك أصدر صكوكاً بقيمة 4.5 مليار دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن تزداد هذه الإصدارات خلال العام الحالي، مع تنويع التمويلات لتشمل العملة الأوروبية (اليورو) لتلبية احتياجات بعض الدول الأعضاء.

يأتي هذا التوجه في إطار سعي البنك الإسلامي للتنمية إلى تسريع عمليات إعادة الإعمار، وتعزيز التنمية الاقتصادية في الدول المتضررة، عبر تقديم حلول تمويلية مبتكرة تلبي احتياجات المجتمعات وتدعم استقرارها الاقتصادي والاجتماعي.